عصر الدولار يغيب عن المشهد الاقتصادي الصيني
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بدأت الصين في تقليص استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية، موجهة اهتماماتها نحو أدوات الدين الأوروبية.
وفقًا لمجموعة دويتشه بنك، لاحظ العديد من المستثمرين الصينيين تراجعًا في حصة الدولار الأمريكي ضمن محافظهم الاستثمارية، مع زيادة الاهتمام بالأسواق الأوروبية واليابانية والذهب كبدائل محتملة.
هل تعتبر هذه التحركات مؤشر لنهاية عصر الدولار؟
تأتي هذه التحركات في وقت شهدت فيه الأصول المقومة بالدولار تراجعًا حادًا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تزايد الشكوك حول مكانتها كملاذ آمن، وذلك بعد فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة قبل أن يعلقها لمدة 90 يومًا.
في الوقت نفسه انخفضت حيازات الصين من سندات الخزانة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2009، حيث بلغت 759 مليار دولار في عام 2024. بانخفاض قدره 57 مليار دولار عن العام السابق. ويُعزى هذا التراجع جزئيا إلى تنوع الصين لاحتياطاتها الأجنبية نحو أصول مثل الذهب، واستخدام حسابات الحفظ في دول أخرى لإخفاء الحجم الحقيقي لاستثماراتها في السندات الأمريكية.
تظهر هذه التحركات تحولًا استراتيجيًا في سياسات الاستثمار الصينية، مع سعيها لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع احتياطاتها الأجنبية في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة.